في هذه الصفحة نستعرض طائفة من الأقوال المنيرة والكلمات المضيئة ، وبعض ثمار تجارب العلماء والأدباء .
فياليتها تتابع من كل عشاق الأدب بل وكل عشاق العربية لنستفيد من تجارب الآخرين وحكم السابقين ويا ليت من عنده مثلها يشرفنا به. (1)
قال عُتبة بن أبي سفيان لعبد الصَّمد مؤدِّب ولدِه: ليكن أوَّلَ ما تبدأُ به من إصلاحك بَنِّي إصْلاحُك نَفسَك؛ فإنَّ أَعينهم معقودة بعينك، فالحسَنُ عِندهم ما استحسنت، والقبيحُ عندهم ما استقبحت، علِّمْهم كتابَ اللَّه، ولا تُكرِهْهم عليه فيَملُّوه، ولا تتركْهم منه فيهجُروه، ثم روِّهم من الشِّعر أَعَفَّه، ومن الحديث أَشْرَفه، ولا تُخْرِجْهم من عِلْمٍ إلى غيره حتّى يحْكموه، فإنَّ ازدحامَ الكلام في السَّمع مَضَلَّةٌ للفهم، وعلِّمْهم سِيَرَ الحكماء وأخلاقَ الأدباء، وجنِّبْهُم محادَثة النساء، وتهدَّدْهم بي وأدِّبْهم دُوني، وكنْ لهم كالطَّبيب الذي لا يَعجَل بالدَّواء حتى يعرف الداء، ولا تَتّكل على عُذري، فإني قد اتَّكلتُ على كفايتِك، وزد في تأديبهم أزدك في برّي إن شاء اللَّه....... (2)
وروي عن الحسن أَنه قال: لما حضرت قيسَ بن عاصمٍ الوفاةُ دعا بَنيه فقال: يا بَنيّ احفظوا عنّي، فلا أَحَدَ أَنصحُ لكم منِّي، إذا متُّ فسَوِّدوا كبارَكم، ولا تسَوِّدوا صغارَكم فيسفّهَ الناسُ كبارَكم وتهونوا عليهم، وعليكم بإصلاح المال فإنَّه مَنبهة للكريم، ويُستغنَى به عن اللئيم، وإياكم ومسألة الناس، فإنها شَرُّ كسب المرء .......... (3)
وقال سهل بن هارون: التهنئة على آجِلِ الثَّواب أَولى من التعزية على عاجل المصيبة.. (4)الدين والوطن
من لا خير له في دينه لا خير له في وطنه لأنه إن كان بنقضه عهد الوطنية غادرا فاجرا فهو بنقضه عهد الله وميثاقه أغدر وأفجر وإن الفضيلة للإنسان أفضل الأوطان فمن لم يحرص عليها فأحرى به ألا يحرص على وطن السقوف والجدران .
(5)الأخلاق
مثل المتعلم غير المتأدب كمثل شجرة عارية لا تورق ولا تثمر قد انتصبت للناس فى ملتقى الطرق تعترض الرائح وتصد سبيل الغادي فلا الناس بظلها يستظلون ولا هم من شرها ناجون.
(6)دخل عيسى بن طلحة بن عُبيد اللَّه، على عُروة بن الزبير وقد قُطِعَت رجله،فقال له عيسى: واللّه ما كنا نُعِدُّك للصِّرَاع، ولقد أبْقَى اللَّه لنا أكثَرَك: أبقى لنا سَمعكَ وبصرَك، ولسانك وعقلك، ويدَيك وإحدى رجلَيك، فقال له عروة: واللَّه يا عيسى ماعزَّاني أحدٌ بمثل ما عزّيتني به.
(7)قَالَ الْمَأْمُونُ:الإخْوَانُ ثَلاَثُ طَبَقَاتٍ: طَبَقَةٌ كَالْغِذَاءِ لاَ يُسْتَغْنَى عَنْهُ ، وَطَبَقَةٌ كَالدَّوَاءِ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَحْيَانًا، وَطَبَقَةٌ كَالدَّاءِ لاَ يُحْتَاجُ إلَيْهِ أَبَدًا.
قِيلَ فِي مَنْثُورِ الْحِكَمِ:لاَ يُفْسِدَنَّكَ الظَّنُّ عَلَى صَدِيقٍ قَدْ أَصْلَحَك الْيَقِينُ لَهُ.
قَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ:ابْنُك رَيْحَانُك سَبْعًا، وَخَادِمُك سَبْعًا وَوَزِيرُك سَبْعًا، ثُمَّ هُوَ صِدِّيقٌ أَوْ عَدُوٌّ.
(
قال لقمان لابنه: يا بُنيّ إياك والكسل والضَّجَر؛ فإنك إذا كَسلتَ لم تؤدِّ حقاً، وإذا ضجِرت لم تصبر على حقٍّ.
وكان يقال: أربع لا ينبغي لأحدٍ أن يأنف منهنَّ وإن كان شريفاً أو أميراً: قيامهُ عن محلِّه لأبيه، وخدمتُه لضيفه، وقيامُه على فَرسه، وخدمتُه للعالم. (9)وقال علي بن الحسين لابنه: يابنيّ، اصبر على النائبة، ولا تتعرَّض للحقوق، ولا تُجِب أخاك إلى شيء مَضرَّته عليك أعظم من منفعته له.
وقال الأحنف: مَن لم يصبر على كلمةٍ سمع كلمات، وقال: رُبَّ غيظٍ تجرَّعتُه مخافةَ ما هو أشدُّ منه ......... (10)وقال عمر بن الخطاب رضي الله تعالى عنه: أحبكم إلينا قبل أن نختبركم أحسنكم صمتا، فإذا تكلم فأبينكم منطقا، فإذا اختبرناكم فأحسنكم فعلا.
وفي رواية: أحبكم إلينا أحسنكم اسما، فإذا رأيناكم فأجملكم منظرا، فإذا اختبرناكم فأحسنكم مخبرا.